• ٢٩ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ٢٠ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

الأقصى واللغة الفلسطينية الجديدة

د.مازن صافي

الأقصى واللغة الفلسطينية الجديدة

الأقصى واللغة الفلسطينية الجديدةمرة أخرى تثبت فيها إسرائيل أنها لا تلتزم بالاتفاقات والأعراف والمواثيق الدولية، فها هي توتر المنطقة كاملة، وتعيث فساداً في المقدسات وخاصة المسجد الأقصى وتطارد الأطفال والشيوخ والمؤمنين بالله والقادمين إلى الصلاة، وآلمني جداً مشهد لجندي عنصري إسرائيلي وهو يشد في شعر امرأة مقدسية مسلمة في صورة تبيّن مدى الحقد والظلم والعنجهية الصهيونية، وفي المقابل أسعدني جداً ما قالته طفلة مقدسية فلسطينية وباللغة الإنجليزية لجندي إسرائيلي يقف بكامل عتاده في مواجهة المدنيين من المسلمين، لقد قالت له وبوضوح "هذه أرضنا وأنتم غُرباً، فلترحلوا وسوف ترحلون، أنتم قتلة ونحن الضحية".

إن الإجراءات والتدابير والاحتكاك الإسرائيلي المتواصل مع أهلنا في القدس ومع القادمين للصلاة في المسجد الأقصى لا يتفق بالمطلق مع كل ما صدر  عن الأُمم المتحدة، ويعتبر انتهاكاً، وكل التصريحات التي خرجت من كافة المؤسسات الدولية قد حددت أن "إسرائيل" هي من تتحمّل المسؤولية الكاملة عما يجري، وعن إغراق المنطقة في موجات من التصعيد.

لقد انتهت الأحداث التي افتعلتها إسرائيل ودافع فيها كلّ فلسطيني عن حقه، وانتصر هذا الحق بالإرادة والثبات والتلاحم بين القيادة والجماهير، وبل والذهاب إلى التصعيد الميداني المباشر مع الاحتلال في كل مكان انتصاراً للأقصى ورفضاً لكل إجراءات الاحتلال.

إن احتلال "إسرائيل" للأراضي الفلسطينية لم ينتهِ، وهو السبب الرئيس في كل مآسي ونكبات المنطقة عامة وشعبنا الفلسطيني خاصة، وكما إن الهجمة الاستعمارية الاستيطانية والآلاف الوحدات التي يتم بناؤها تعمل "إسرائيل" بمنهجية وبرنامج طويل المدى لمنع إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وتعقيد الوضع السكاني، وهي تعلم أيضاً أن العامل الديمغرافي لن يكون في صالحها بالرغم من كل الهجرات الواسعة من كافة أنحاء العالم إليها.

محاولة إغلاق الأقصى والعبث في محتوياته وتكسير أبوابه ولازلنا في الوقت المبكر لاكتشاف ما فعلته إسرائيل طيلة تدنيسها وتخريبها لكل ما الباحات وفي داخل المسجد والمكتبة والغرف وحتى تحت المسجد وحوله وفي المساحة الواقعة بين المسجد المرواني والمسجد الأقصى وبالتالي ما تم هو محاولة إسرائيلية متقدمة مقرونة بزعزعة الأمن وترهيب السكان والمصلين وجس نبض تنفيذي، وتصدير لازماتها الداخلية.

اليوم على المجتمع الدولي التصدي الحقيقي لكل التخريب الذي قامت به "إسرائيل" وأيضاً إصدار قرار جديد أكثر صرامة في التعامل مع خطوات وإجراءات الاحتلال العنصرية، وألا يترك المجال لكي لا يعيد الكرَّة مرة أخرى، ويواصل صلفه واستعلاءه على القرار الدولي، فلذلك عواقب وخيمة لابدّ من أن يعي العالم كله أن الفلسطيني لن يترك الأقصى رهينة في أيدي المتطرفين ولن يقف موقف المتفرج أمام إغلاقه، لأنه له الحق في مقاومة الاحتلال بكل الطرق المشروعة والتي نص عليها القانون الدولي، فنحن بقرار الأُمم المتحدة 2012م، دولة عضو مؤقت تحت الاحتلال، ويسري عليها الكثير من القوانين والاتفاقيات وأهمها اتفاقية جنيف بكل بنوده ذات العلاقة.

ارسال التعليق

Top